إستعادة المارونية السياسية ذلة لسان أم خيار فئوي

جبران باسيل واستعادة المارونية السياسية من هيمنة السنية السياسية

 

باسيل: لست مضطرًا أن أقنع أحدًا، السنية السياسية جاءت على جثة المارونية السياسية وأخذت كل حقوق المسيحين، وهو أمر طبيعي أن أسعى لاستعادتها! كما قال أن "القوات حزب مسيحي والتيار حزب علماني يؤيد الزواج المدني ويدعم منح الأم الجنسية اللبنانية لأولادها في بعض المراحل اضطررت أن أكون مسيحيًا حتى أتمكن من استعادة الحقوق والوظائف في الإدارات العامة، حينما يسمي السنّة الموظف السني والشيعة يسمون الشيعي فمن حقي أن أسمي المسيحي، نحن لم يكن لدينا مشكلة مع أحد منهم وجئنا لنحصّل حقوقنا فقط".

لبنان الجديد 31 أيّار 2019

https://www.newlebanon.info/lebanon-now/409776

 

مخاطر العودة الى الوراء

 

صحيح ان المكتب الإعلامي لوزير الخارجية جبران باسيل تنصل من الكلام الذي نسب اليه خلال لقاء له بنخب من الطائفة السنية في مطعم Laforg في بلدة تل ذنوب في البقاع الغربي حيث نقل عنه قوله:" أنا لست مضطرًا أن أقنع أحدا، السنية السياسية جاءت على جثة المارونية السياسية وأخذت كل حقوق المسيحين، وهو أمر طبيعي أن أسعى لاستعادتها"!

وقد اعتبرت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر، ان رئيسه لم يتقصد اثارة المسالة بعينها، بل كان يتحدث في سياق عرض تاريخي في سياق شرح فيه، أن مشاركة التيار في النظام السياسي اتت بعد مرحلة السنية السياسية، التي اتت بعد عهد المارونية السياسية في اطار اعادة التوازن الى النظام، اي انه اعتبر ان عودة المشاركة المسيحية في النظام السياسي مع السنية السياسية، اعادت التوازن، وهذا ما حصل في التفاهم الذي حصل بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وأدى الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

 لكن على الرغم من محاولات التنصل من الكلام الذي نسب الى باسيل،   او تخفيف ارتداداته فان ما صدر، لم يكن نفيا لما قيل بل اعترافا به مع شرح للسياق الذي اتى به.

في كل الأحوال  تسجل المعطيات، راهنا ان البلاد امام واقع مفاده ان رئيس التيار الوطني الحر، أكبر التيارات السياسية في لبنان والموجود في رئاسة الجمهورية ومواقع قيادية عدة، يسعى الى العودة الى الوراء والى ما قبل اتفاق الطائف، ان على مستوى العلاقات الداخلية او على مستوى استعادة الذاكرة السياسية، ففي قداس التوبة والمغفرة في دير القمر استذكر باسيل الضحايا الذين سقطوا في مذابح 1860 المشؤومة. مع ان مناسبة الاجتماع كانت من اجل الشهداء المسيحيين الابرياء الذين سقطوا ابان اغتيال كمال جنبلاط.

العودة الى الوراء بذكرياته الدموية تكررت على لسان باسيل في الكحالة حيث أعاد التذكير بموقف ودور منطقة الكحالة في الستينيات وفي السبعينات، وفي معارك سوق الغرب.

العودة الى الوراء في كلام باسيل تكررت في طرابلس حيث شدد على انه لم يشارك في الحرب الداخلية ولم يقف على الحواجز وماتعرض لاحد من المواطنين ولم يقتل رئيس حكومة من طرابلس، وطبعا كان يقصد اغتيال الرئيس رشيد كرامي الذي اتهمت القوات اللبنانية باغتياله.

تتحوّل جولات باسيل المناطقية نبشاً للماضي الاليم والبعض اسماها نبشا للقبور، وتأليباً للنفوس وتجديداً للأحقاد.  يبدو ان كل المصالحات لا تعجبه، وهو كمن يريد إحياء الصراعات ليتمكن هو من عقد مصالحات جديدة مع صراعات أقامها هو. ... يعتقد باسيل حسب أحد المعلقين أنه يتفوّه بـ "خطاب مراجعة" كان يجب أن يعقب الحرب الأهلية بدلاً من اتفاق الطائف الذي أقام تسوية وفاقيه، ولا يجهل أن الوصاية السورية منعت أي مراجعة ثم صادرت تسوية الطائف. لكن الرجل وخطابه ليسا مناسبين لأي مصالحات بل للتخريب وإعادة انتاج مناخ الفتنة.في التدقيق في جوهر اتفاق الطائف هو على نقيض كلام وتصرفات باسيل "النابش" في ملفات الماضي والناظر الى الوراء، اذ ان اتفاق الطائف هو نظرة الى الامام وليس الى الخلف وكلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري حين قال: "ان اتفاق الطائف أنهي مسالة العد او التعداد أي انه نظر الى الامام لا الى الخلف والى المستقبل الواعد لا الى ذكريات الحرب وقبورها وروائحها الكريهة.

الخطورة في هذا النهج انها قد تعيد احياء خيالات وهواجس وصراعات واحقاد الماضي الذي تسعى البلاد الى تجاوزها والتطلع الى الامام .

 

 

 

العدد

Add new comment

Restricted HTML

  • You can align images (data-align="center"), but also videos, blockquotes, and so on.
  • You can caption images (data-caption="Text"), but also videos, blockquotes, and so on.